خشب العود
ما هو العود؟
عبارة عن نوع من الأخشاب الثمينة ذات الرائحة الجميلة التي تتكون داخل أشجار العود الضخمة بفعل بعض انواع الطفيليات.
تكوّن العود:
في بعض غابات العالم الكثيفة وخصوصاً في شبه جزيرة الهند وجنوب شرق اسيا نبتت هناك وبفعل الطبيعة ومنذ الآف السنين أشجار ضخمة جداً أطلق عليها أشجار العود ، تتحد صفات هذه الاشجار بغيرها من الاشجار الاخرى في شكلها الخارجي اما تركيبها الداخلى فيختلف بعض الشيء حيث أن أشجار العود تفرز داخل لحائها مادة تقوم بجذب نوع من أنواع الطفيليات التي تقوم بالتغذي على الإفرازات التي تفرزها أشجار العود في لحائها الداخلي ومن ثم تقوم هذه الطفيليات بإخراج فضلاتها مكونة خشب العود.
عمر العود:
أثبتت الدراسات التي قام بها العلماء أن عمر العود يصل الى زمن سيدنا آدم عليه السلام حيث أثبتت الدراسات ايضاً أن شجر العود قد نبت بعد نزول سيدنا أدم عليه السلام الى الأرض بمئات السنين وقد أثبتت ايضاً هذه الدراسة تلك الاسطورة التي تقول بأن سيدنا آدم عليه السلام عندما هبط من الجنة نزل ويكسوا جسده ورق من ورق أشجار الجنة ونزل الى الأرض في الهند ونمت من هذه الوريقات أشجار العود وبذلك فالعود يستحيل زراعته مرة أخرى أو إيجاد بذوره على الإطلاق فهو أعجوبة وسر لا يعلمه إلا الله
موطن العود:
تعتبر الهند هي الموطن الأصلي للعود فهي الأولى التي ظهر بها العود ولكنه بدء الآن في الانقراض منها , ويليها كمبوديا و فيتنام و لاوس و سنغافورة و اندونيسيا و ماليزيا و تايلاند. وهو يوجد بالغابات الكثيفة التي تكون أجوائها بوضح النهار كظلام الليل الدامس وهي غابات شاسعة عرفها الإنسان منذ أن عرف الحياة.
فوائد العود
الرائحة الجميلة التي تغير رائحة الجو فور إنتشارها وتضفي على المكان مزيداً من الإنتعاش والروحانية وعبيراً خلاباً طبيعيا ًوتدوم رائحتها طويلاً بعكس غيرها من البخور والعطور.
سبب غلاء العود:
من المعروف أن الغابات بيئة حضت بأصناف وأنواع كثيرة من الحيوانات وهي تنسجم مع هذه البيئة فهي موطنها خاصة الحيوانات المفترسة والأكثر خطراً في العالم وهذه الغابات شديدة الوعورة وهي الأكثر إحتواء لأشجار العود.
في هذه الظروف تعد جماعات من أهالي القرى المجاورة لتلك الغابات عدتها للقيام برحلة الى هذه الغابات ويكون الهدف من هذه الرحلات البحث عن أشجار العود واستخراج خشب العود منها ومن ثم بيعها ، ويخرج في هذه المغامرة الشاقة قرابة المائة شخص في كل رحلة، علماً بأن الناجين في كل رحلة والعائدين بخشب العود لايتجازون خمسة وعشرون شخصاً في الظروف الصعبة، هذا من جانب ومن جانب آخر فانقراض شجر العود سبب من اسباب ارتفاع سعره ، وقد يتساءل البعض لماذا لا يقوم التجار بقطع جزوع الشجر دون أن يقلعوا الشجر من جذورها حتى يتمكنوا من حصد العود من جديد إذا عادت الشجرة ونمت فيها أغصانها، الجواب أن شجرة العود إذا أخذ من خشبها وهي لا تزال حية فإن هذا الخشب لا رائحة فيه ولكي يتحول خشبها لخشب عود فيجب ان تصاب بمرض من الدودة التي تهوى تلك المادة التي في خشب العود فتعيش هذه الدودة وتتوالد حتى تموت هذه الشجرة خلال عشرة سنوات تقريباً ثم تبقى على حالها عشرة سنوات أخرى تتعفن وتتحلل مع بقيايا وبراز هذا الدود ثم يتجول خشبها لخشب العود الثمين وكلما تركت لتتعفن أكثر مع ظروف الرطوبة والأمطار في الغابة كلما كان الخشب أجود، ومن ذلك فنحن أمام ثلاثين حتى تكبر الشجرة ويمكن ان تستهوي الديدان ليسكنوا فيها وثلاثين أخرى تموت فيها وتتعفن .. فهل عرف لماذا يعتبر خشب العود من أغلى الأخشاب.
جودة العود:
خشب العود له أصناف كثيرة ولكل صنف مميزاته التي تميزه عن غيره وكذلك لكل صنف اساليب خاصة للتعرف على جودته ولكن هنالك عدة طرق تميز العود الجيد مهما إختلفت أصنافه
ومن هذه المميزات المهمة
طبعاً الرائحة الذكية فوق كل شيء، فهناك أخشاب أشد سواداً ووزناً وصلابة ولا تساوي رائحتها شيء
سواد اللون الطبيعي حيث يقوم بعض الغشاشين بدهن الخشب ليسوّد لونه، وخشب العود الممتاز لونه اسود من جراء عملية التحلل والتعفن ولتمييز الممتاز من المغشوش فإن الخشب النقي فيه نقاط بنية اللون أما المدهون فلا توجد عليه النقاط
إذا مررت الخشبة على الضوء الساطع فأنك ترى لمعان وكأنه نقاط ماء،هذه النقاط عبارة عن دهن العود المشبع في داخل الخشب فكلما زادت النقاط زادت اللمعان
الدخان لونه أزرق فاتح
الدخان لا يحرق العين ابداً
الدخان يمكن ان يستنشق بسهوله دون أن يسبب اختناق وكحة.
إذا أحكم إغلاق كيس بلاستيكي على خشب العود الأصلي المجفف تماماً لمدة ثم يفتح فإنه تخرج منه رائحة مثل رائحة المطر أو رائحة قريبه من ذلك، وإذا كان جديد ولا يزال رطب فإن هذه الرائحة تفوح منه حتى يجف.
الخشب الجيد لا يخرج إثر مسحة بالمنديل لون بني بشكل كثيف فإذا خرج فقليل عبارة عن غبار الخشب ولكن إذا خرج منه كثير فأعرف أنه مدهون.
العود الجيد شديد المرارة عند تذوقه ومضغه وتزداد جودته بزيادة مرارته
العود (بصفة عامة) يتحد لونه الداكن من الداخل ومن الخارج فإذا أختلف اللون وكان داخله فاتح فإنك تعرف بذلك أن العود مصبوغ، أو أنه استخرج من الغابة قبل أوانه وأستعجل الإنسان في قطفه من الشجرة مما جعل عملية التحلل والتعفن لا تطال إلا خارج الخشب دون باطنها.
العود الجيد تتحد عقده (عروقه) الداخلية بعقده الخارجية وكلما ظهر الاتحاد واضحاً كلما زادت جودة العود
طريقة اختبار الماء
يأتي هذه الاختبار بعد العثور على الخشب الجيد الممتاز وهو يفيد في عملية فرز الخشب الثقيل من الخفيف فقط للتعرف على الخشب الذي يستمر دخانه أكثر على الجمر ولا يفيد هذا الاختبار في التعرف على عملية جودة الخشب من رداءته.
اختبار الخشب في الماء لا يستخدم لمعرفة جودة خشب العود بل يستخدم لمعرفة هل الخشبة ذات كثافة عالية وثقيلة لدرجة انها تغوص في الماء ام انها خفيفة وتطفوا على الماء فالخشب الذي يغوص في الماء يستمر على النار مدة أطول وليس شرطا أن رائحته ممتازة والخشب الذي يطفوا على الماء يكون أقل في استمرار دخانه لأن كثافته أقل فإنه يحترق أسرع.
تختلف الأخشاب في الكثافة نظرا لاختلاف خلايا النمو فيها ومكان وجودها في الشجرة والحقيقة العلمية أثبتت أن الخشب أثقل من الماء بدليل أنه لو أزيل منة الهواء فأنه يغوص في الماء
يؤثر وزن الشجرة والتي يصل طول بعضها من عشرين إلى ثلاثين متر وأكثر على أسفل الجذع فالأخشاب هناك يقع عليها ضغط كبير بخلاف الأخشاب في وسط وأعلى الشجرة ، فالخشب المستخرج من أسفل الجزع يكون ذو كثافة عالية فيغوص في الماء بينما الخشب المستخرج من الاغصان وأعلى ووسط الجذع والجذور يكون أقل كثافة ولا يغوص في الماء.
فاختبار الماء يوضح المكان الذي أخذت منه خشبة العود وكثفتها.
فإذا قال التاجر أن هذا الخشب من أجود أنواع الجذور فيجب أن تطفوا الخشبه على الماء ولا تغوص فإذا غاصت فإن هذا الخشب ليس بجذور وإذا قال أنه من آخر الجذع فيجب ان يغوص ولا يطفوا فإن طفى فإنه لا يقول الحقيقة.
أفضل مناطق يستخرج منها خشب العود من الشجرة
في الدرجة الأولى الجذور كونها في باطن الأرض وفي معزل عن الأكسجين والشمس فهي عرضة للتعفن بشكل أكبر فالزمن الذي تستغرقه الشجرة في التحول تكون الجذور قد تحللت وتعفنت ضعف ما تتعرض له باقي الشجرة، ويتميز هذا الخشب بأنه يطفوا على الماء وهو شديد التعرج والانحناءات وله أشكال غريبة كأنه أصداف أو مرجان أو طرابيش ولونه داكن.
يلي الجذور اللحاء وهو قشرة تغطي الجذع والأغصان ورائحتها تتميز بأنها صافية وخفيفة ويصعب الغش فيها ذلك لأنها قطع رقيقة فلا يمكن حشوها ويطلق عليها البعض سيوف او سيوفي حيق القطع مسطحة مثل السيف، ويعيبها أنها تحترق سريعاً على النار.
ثم يلي ذلك الخشب المستخرج من باطن الجذع وهذا هو أكثر خشب الشجرة فإذا كانت الشجرة قد أخذت وقتها في التحلل فإن خشب الجذع يستخرج منه درجات فاخرة من العود وخصوصاً أسفل الجذع حيث الضغط الشديد بسبب وزن الشجرة على هذه المنطقة وهو الخشب الذي يغوص في الماء وللتعرف على الجودة فإنه لا يكفي أنه يغوص في الماء فقط بل يجب ان تكون رائحته ذكية ولونه بني داكن يميل للأسود وهو مفلطح كأنه طفاية سجائر وثقيل وبالرغم من جودته إلا أن خشب الجذور واللحى أذكى منه رائحة (أنظر الصورة)
وكلما ارتفعنا في جذع الشجرة كلما كان الخشب اقل جودة.
هنالك طرق كثيرة للتعرف على جودة العود إلا أن أهمها الخبرة، ويمكن للخبير أن يعرف جودة خشب العود بنظر فقط ولا يحتاج حتى للمسه أو تجربته.
دهن العود
لايقل دهن العود عن خشب العود فهما أصل و فرع وهو سهل الحمل ولا يحتاج إلى طاقة حرارية لاستعماله كالعود البخور فرائحته القوية تظل على الملابس لفترة طويلة حيث تملاْ الأجواء برائحة جميلة تطرد جميع الروائح التي حولها. ويستخدم دهن العود أيضا في علاج بعض الأمراض بعد خلطه مع العنبر الخام ومسك الغزال.
سبب غلاء دهن العود
يكمن غلاء دهن العود في غلاء خشب العود فخشب العود في أصله غالى الثمن وذلك للأسباب التي سبق ذكرها وفوق كل ذلك فإن كيلوا خشب العود يستخرج منه من 0.25 الى 0.75 تولة أي من 3 الى 9 غرامات من دهن العود حسب جودة خشب العود.
جودة دهن العود
يمتاز دهن العود الجيد بطول فترة بقائه على الجلد في الظروف الطبيعية ففترة بقاء رائحة دهن العود على الجلد تتراوح من3الى:8 ساعات حسب جودة الدهن علماً بأن أفضل وأجود أنواع دهن العود لا تضل أكثر من 8 ساعات على الجلد في الظروف الطبيعية، أما على الملابس فيدوم لمدة أطول، ويلاحظ أن دهن العود المغشوش أو المضاف له مثبتات قد يدوم أكثر ولكن رائحته غير جيدة.
ودهن العود الجيد الممتاز رائحته مستحبة من أول وهلة ويستحيل أن يعطي رائحة عفنه أبدا ولو مر عليه مائة عام أو أكثر ذلك لأنه مستخلص بالتقطير مثله مثل المشروبات الروحية أو مثل الخل وقد يقول لك بعض التجار ان هذا الدهن جيد بالرغم من ان رائحته عفنه ويعلل التاجر الرائحة العفنه بأنها رائحة التعتيق وأنها تزول بعد وضعه على الجلد بقليل او ان كمية الدهن تحتاج لتهوية في الشمس فكل هذا غش وخطأ كبير حيث إن دهن العود يتم تصنيعه عن طريق التقطير فإذا كانت العملية غير محكمة او كان الدهن مغشوش بزيت فإن الزيت بمرور الزمن يصاب بالزنخ ويتعفن أو أن عملية تخمير الخشب كانت غير محكمة مما أدى لزيادة الفطريات وتعفن الدهن الناتج.
كيفية التعرف على دهن العود الممتاز
دهن العود الممتاز خفيف إذا تم رجه في القنينة
لونه بني محمر وكلما اشتد اللون كلما كان التركيز أعلى
إذا تم تعتيقه يعطي رائحة تخمير مستحبة وليست رائحة عفنه ابداً كما يقول بعض التجار المخادعين
إذا وضعت نقطه من دهن العود في الماء فإنها تغوص قليلاً مشكله نقطة مثل الكرة بقدر حبة الزرد ثم تطفوا على السطح ثم تنفتح وتذوب في الماء حتى لا يظهر لها لون أبدا وتختفي مع الماء وتنفرش على كامل سطح الماء في الكأس فإذا وضعت اصبعك برقه على سطح الماء سرعان تجتمع وتلتصق به كامل النقطه التي وضعتها حيث يكون الدهن مفرود على سطح الماء وكأنه قشرة خفيفة وللتشبيه يكون كأنه طبقة القشطة التي تتكون فوق الحليب إلا انه شفاف بدون لون كما انه لا يتجمع مثل نقاط الزيت وهذا يدل على أن الدهن صافي وممتاز جداً جداً وخالي من أي خلط أو غش أو صبغ وأنه مستخلص من عملية التقطير.
فإذا طفى الدهن على الماء على شكل نقاط او كرات ثم انفقعت الكره وتجمعت ولم تنفرد وتنفرش على السطح ولكنها شكلت على السطح نقطة لها لون فإن ذلك يدل على أن هذا الدهن زيت وليس دهن مستخلص بالتقطير حيث إن الزيت يطفوا فوق الماء ولا يختلط ويمتزج معه ، أما إذا غاصت نقطة الدهن في الماء ولم تمتزج معه واستقرت في الأسفل فإن هذا الدهن يعتبر من أردى الأنواع ولا يمت لدهن العود بصله وهو عبارة عن زيت صناعي عالي الكثافة مخلوط بنوع من العطور وقد يكون مضر بالجلد أو الصحة وللعلم فإن أكثر تجار العود يستخدمون زيوت صناعية بترولية ثقيلة لا تختلف كثيراً عن التي تستخدم مع محركات السيارات يستخدمونها في الغش لأن وزنها ثقيل في الميزان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق